القيمة الخلافية للفونيم ودورها في تشكيل الكلية اللغوية

Abstract

يطرح هذا البحث إشكالية الازدواجية اللغوية التي شكلت قيما خلافية في مجال الدراسة الصوتية، سواء أكانت عند العرب أم الغرب؛ ففي الدراسة العربية انبنى علم الأصوات على نظام الثنائيات المتقابلة وفق معايير محددة، حكمت الصوت اللغوي المنطوق لما له من تأثير دلالي على المفردة اللغوية.وقد تشكلت هذه الثنائيات على مستوى الصفات الأساسية والثانوية والفارقة، كما يمكن عدها تصنيفات فيزيولوجية وفيزيائية للصوت اللغوي العربي؛ بحيث لا يمكننا تمييز المجهور إلا بالمهموس، والشديد إلا بتحقق الرخو وغيرها.أما في الدراسة الغربية؛ فقد تبنت حلقة براغ الوظيفية مسألة وظيفة الفونيم ضمن النسق اللغوي، وما ينتج عنها من تعارضات وتمايزات أكوستيكية أدت إلى إحداث القيمة الخلافية. فما أثارته من مسائل وظيفية للفونيم فتح المجال لميلاد علم جديد وسم بـــ: "علم الأصوات الوظيفي" أو " الفونولوجيا وعليه؛ فإن النظرية الفونولوجية تأسست على مبدأ التقابل أو ما يعرف بالتوزيع الثنائي، القائم على هذه التمايزات الناتجة عن تحليل الوحدات الصوتية إلى ملامح مميزة وفق خصائص نطقية وسمعية.ووفق هذا المعطى، حولنا إسقاط ما تم طرحه من نظام ثنائي تقابلي ضمن المبحث الفونولوجي على المنطوق العربي، لإثبات مدى فاعلية الدرس الصوتي العربي في تجلي هذه الازدواجية الصوتية، وإرساء صرحها ضمن المدونة التراثية، قبل أن تعنى بها حلقة براغ الوظيفية؛ فانحصرت دراستنا حول الفونيمات التطريزية التي أبانت لنا المفارقات النغمية على مستوى الأداء الفعلي المنجز في الواقع اللغوي.