تقيم الرأي العام

Abstract

الرأي العام هو المادة الخام الذي تعمل فيه العلاقات العامة، حيث تسعى العلاقات العامة دوما إلى تنميته سواء فيما يتعلق بالنظم الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، كما تعمل على دراسته وتحليله، ومعرفة طبيعته وكيفية تكوينه، وطرق التأثير فيها، ولعل أهم سمات المجتمعات الحديثة الاعتراف بأهمية الشعوب، واعتبار الرأي العام الحكم النهائي في الشؤون العامة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومع أن للرأي العام وجود معنوي لا نراه، فإن ذلك لا ينقص من قوته. وقد شهد الرأي العام وقياسه تطوراً كبيراً، بسبب عدد من المتغيرات أهمها: الثورة التكنولوجية التي أتاحت فرص كبيرة للتعبير عن الرأي بحرية، مما أتاح لبروز الإعلام الإلكتروني بطابعه الفردي أمام الإعلام التقليدي الذي كان يسيطر على الرأي العام. وتمثل ظاهرة الرأي العام والوقوف على خصائصها وأشكالها ومؤشراتها مرتكزاً أساسياً في توجيه صانعي القرار في عالمنا المعاصر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الاتجاه الصحيح، حيث أن القياس لردود الأفعال المتوقعة تجاه أي قرار ذو تأثير مباشر على أفراد المجتمع أصبح ضرورة ملحة لتفادي الاصطدام المباشر بالجمهور ورفضه لتبعات القرار أو عدم تقبله له في أي مرحلة من مراحل تطبيقه، وبالتالي عدم تحقيق الغايات الكلية من وراد اتخاذ القرار المعني. ظاهرة الرأي العام مجال حيوي متداخل التخصصات، فهو يجمع بين: علوم الإعلام والاتصال، علم الاجتماع، العلوم السياسية، والإحصاء لفهم توجهات المجتمعات وآرائها حول القضايا المختلفة. ما يعني أن تقييم (قياس) الرأي العام كمفهوم يشير إلى عملية منظمة تُستخدم لجمع وتحليل آراء الأفراد والجماعات حول موضوعات محددة، مثل القضايا السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية. وعليه فإن هذه المطبوعة البيداغوجية تتضمن سلسلة محاضرات في مقياس: تقييم (قياس) الرأي العام، تم إعدادها وفقاً لمتطلبات البرنامج الوزاري المقرر للسداسي الأول لطلبة السنة أولى ماستر، تخصص اتصال وعلاقات عامة.