الإحصاء التطبيقي

Abstract

يعتبر الاختبار المنظم للنظرية من أحد الأنشطة الأساسية لأي علم في مواجهة الواقع و علم الاقتصاد ليس استثناء من هذه القاعدة، و فضلا عن ذلك فإن من أكثر التطورات في الإقتصاد في الحقبة الحديثة هو التأكيد المتزايد على تطوير الطرق الإحصائية و استخدامها في تحليل المشكلات الاقتصادية، و في خطاب وداعي عام 1937م و بمناسبة انتهاء عمله كمدير لمدرسة لندن للإقتصاد أعلن اللورد ويليام بيفردج (william Beveridge) أنه لفترة طويلة في الإحصاء التطبيقي تم التعامل مع الحقائق ليس لإختبار النظرية و إنما لتوضيحها، ومنذ الفترة التي تلت هذه العبارة حدثت تطورات مهمة في مجال تطوير الطرق الكمية للتحليل و جمع البيانات التي يمكن عن طريقها اختبار النظريات الاقتصادية، وفي الآونة الأخيرة فإن كل باحث في علم الإقتصاد يمكن أن يلاحظ أن معظم الدوريات الإقتصادية والمقالات يدعم مؤلفوها مناقشاتهم بالتحليلات الإحصائية والقياسية، يعني هذا أنه لفهم البحوث المعاصرة في الإقتصاد و تقويمها يصبح من الضروري التعرف على الإحصاء التطبيقي والذي يرتكز أساسا على الإقتصاد القياسي و هو ما سنتناوله في هذه المطبوعة، حيث يعتبر الإحصاء التطبيقي فرعا مستقلا يستخدم لإعداد وتنظيم وتعميم المفاهيم والطرق والنماذج الرياضية الموجهة أساسا لقاعدة البيانات الخاصة بالمتغيرات الاقتصادية حتى يمكن تمثيلها وتفسيرها واستنباط النتائج العلمية منها والتطبيقية، كما تبين ممارسة الأبحاث في الإحصاء التطبيقي أنه للقيام بالعمليات الإحصائية على أحسن وجه يجب على الطالب التمكن من المبادئ المنهجية للإحصاء والتي سبق له وأن درسها في السنة الأولى والثانية (نظام ل.م.د – علوم اقتصادية، تجارية وعلوم التسيير)