القاعدة النحوية في الدرس اللساني العربي بين الاستعمال اللغوي والافتراض العلمي

Abstract

تهدف هذه الأطروحة إلى تبيان بعض ما اهتدت إليه اللغات البشرية من قواعد معيارية تحدد علاقة الملفوظ بالكائن الذهني الذي يضبط حدود الفهم والإفهام وآفاق التواصل، فالنحو العربي قد نشأ في بداياته الجنينية الأولى وصفا واستقراء للمدونة العربية وباعتباره مسطرة ضابطة للنص القرآني وللخطاب المتعالي. عرف هذا التفكير النحوي العربي تغييرا ليتساوق مع مقتضيات الحضارة الفكرية العربية التي انفتحت على الحضارات البشرية القائمة يومئذ، كان من أهم منجزات النحو العربي تلك الجهود العلمية والعملية في جوانبه الأصولية والعقلية فكان أن انتصرت طائفة من النحاة إلى السماع، وآخرون إلى القياس، وانتصر كل منهم إلى مخرجات للمسائل اللغوية تبعا لنزعته الفكرية. لقد امتدت هذه الخلافات إلى قضايا تتعالق مع طبيعة الفكر الإنساني من حيث هو توليد عقلي أو وصف استعمالي في ممارسة الظاهرة اللغوية، ومن هنا انبثقت إشكالية المقال الذي استهدف ثنائتي الاستعمال والافتراض ومشمولاتهما مع إيضاح مصطلحات القاعدة والضابط والنظرية وغيرها مما له تعلق بالتفكير اللغوي والتقعيد النحوي. كان من أهم مباحث ومنجزات النحو العربي تلك الجهود العلمية والعملية في جوانبه الأصولية والعقلية فكان أن انتصرت طائفة من النحاة إلى الرواية والنقل والسماع، وآخرون إلى الرأي والاجتهاد والقياس، وانتصر كل منهم إلى مخرجات للمسائل اللغوية تبعا لاختياراته ومذهبه ونزعته الفكرية. لقد امتدت إذا هذه الخلافات إلى قضايا تتعالق مع طبيعة الفكر الإنساني من حيث هو توليد عقلي أو وصف استعمالي في ممارسة الظاهرة اللغوية، ومن هنا انبثقت إشكالية هذا البحث فيما يصطلح عليه بالاستعمال اللغوي والافتراض العلمي النحوي، فما الاستعمال اللغوي؟ وما الافتراض النحوي؟ وهل الافتراض هو عملية عقلية منطقية فرضت بالكره على الاستعمال اللغوي؟ أم هو تفكير لغو حاولت الإجابة عن هذه التساؤلات بإبراز هذا المبحث النحوي الذي لجأ إليه النحاة لاعتبارات متعددة أبرزها ما كان القصد منه تبرير القاعدة النحوية التي لا تقبل عندهم التخلف أو النقض. وقد تحتم بناء هذا الطرح الوقوف عند مصطلحات لها علاقة صميمية بالاستعمال اللغوي والافتراض النحوي كمصطلح القاعدة والضابط والافتراض والنظرية وقد أشرت في خاتمة البحث إلى أهم النتائج المتوصل إليها والموصى بها