مُرتكزات تعليمية فهم المنطوق في ضوء اللسانيات التطبيقية-السنة الخامسة ابتدائي أنموذجا.

Abstract

يحظى موضوع التعليمية بأهمية بالغة في الدراسات اللسانية الحديثة، خاصة مجال اللسانيات التطبيقية باعتباره حقلا معرفيا تلتقي فيه مجموعة من العلوم المختلفة التي تتصدى لمعالجة اللغة، وذلك من خلال استثمار مبادئ ونظريات اللسانيات العامّة لحل المشاكل ذات الصلة باللغة، لسد حاجيات التعليم والتعلم بطريقة إجرائية هادفة إلى تنمية الحصيلة المعرفية لدى المتعلمين وتنظيم علاقتهم مع المعلم الذي يمدّهم بالمحتويات الدراسية في جميع الأنشطة التعليمية، بداية بجانبها المنطوق الذي نادت بأولويته جميع البحوث اللسانية انطلاقا من الطبيعة التاريخية لأسبقية اللغة المنطوقة على اللغة المكتوبة. وبناء على ذلك، ولاهتمام اللسانيات التطبيقية بمبدأ أسبقية الجانب المنطوق في التواصل الشفهي في الأبعاد التعليمية، أشرنا في هذا البحث إلى مرتكزات تعليمية فهم المنطوق في ضوء اللسانيات التطبيقيّة ومجالاتها المتعدّدة للإفادة من معاييرها ونظرياتها المختارة بعناية لخدمة عناصر العملية التعليمية، من خلال الكشف عن المشاكل والصعوبات التي تعيق سبيل فهم المتعلم وإدراكه للمادة المسموعة التي يقدمها له المعلم ليصدر بشأنها ردود أفعال في مختلف الوضعيات التواصلية في حصص فهم المنطوق والتعبير الشفهي، مع محاولة إيجاد الحلول لها بفاعليّة ديناميكية تحاول دائما إقحام الرؤية اللسانية في العمليات التعليمية لتحسين ظروف التعلم وتفعيل عملية الاكتساب اللغوي.ومن هذا المنطلق تطرقنا في مدخل الأطروحة إلى بيان ملامح الخطاب المنطوق عند العرب وتوضيح مقولات أسبقيته عن الخطاب المكتوب، وفي الفصل الأول بيّنا أثر اللسانيات التطبيقية بمجالاتها وفروعها المختلفة في تنمية العملية التعليمية بعناصرها ومناهجها ونظرياتها، أما الفصل الثاني فأبرزنا فيه مرتكزات ومتطلبات عمليّة فهم المنطوق وإنتاجه في التعبير الشفهي الذي يعبر فيه المتعلم عمّا يجول في خواطره، مع الإشارة إلى أهمية مهارة الاستماع في اكتساب اللغة،في حين كان مدار الحديث في الفصل الثالث على الدراسة الميدانية القائمة على معاينة أقسام السنة الخامسة الابتدائي للكشف عن المشاكل التي يواجهها المعلم والمتعلم في عمليتي الفهم والإفهام للمادة المنطوقة وذلك من خلال الاعتماد على وسيلة الملاحظة والمقابلة والاستبيانة لتفسير وجهات نظر الأساتذة في ضوء ما نصّت عليه اللسانيات التطبيقية.