المؤتمر الوطني المرأة الجزائرية في مواجهة أزمة كورونا (كوفيد19)

Abstract

مثلت أزمة كورونا (كوفيد19) حالة استثنائية عاشها العالم أجمع بكل فئاته وأطيافه وأجناسه، والمرأة بدورها لم تستثنى من هذا الوضع العالمي، حيث تصدت لهذه الأزمة الوبائية منذ اللحظات الأولى لانتشار الوباء كغيرها من فئات المجتمع الأخرى. والجدير بالذكر أن النساء كن من أوائل من استجاب في أروقة المستشفيات والعيادات ومراكز العلوم والبحوث وعلى مختلف الجبهات كذلك، إلى جانب ما واجهته المرأة ا لماكثة في البيت، أو العاملة التي اضطرت إلى التوقف عن العمل والعودة إلى الرعاية المجتمعية للأسرة. وقد أشارت الكثير من التقارير العالمية والإعلامية أن كورونا تُصيب ا لرجال أكثر من النساء، ورغم عدم وجود دراسات تؤكد هذه المعلومة، إلا أننا نستشف أن أثار هذا الفيروس على النساء أكبر على ما يبدوا من بقية فئات المجتمع، إذ يتحملن وطأة الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي بنسب مضاعفة مقارنة بالرجال، وبحسب تقرير بموقع المنتدى الاقتصادي العالمي فإن المرأة في كل أنحاء العالم هي الخاسر الأكبر جراء هذا الوباء. ولا تُعتبر المرأة الجزائرية استثناء في مواجهتها لأزمة كورونا (كوفيد19)، حيث واجهت تبعات انتشار هذه الأزمة الوبائية: فمنهن من تصدى للفيروس من مواقع عملهن في المجال الصحي، ومنهن من واجهته من خلال تحدي الظروف الاستثنائية والحجر الصحي الذي فرض على المجتمع الجزائري، بحيث أنه مع تحديات هذه الأزمة تفاقمت أزمات أخرى منها ما هو مجتمعي كالعنف بكل أنواعه، والوصم الاجتماعي، وارتفاع نسبة القلق والخوف، إلى جانب مواجهتها إلى تدني الحالة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بين النساء، فالكثير من النساء الجزائريات فقدن عملهن، ومنهن من وجدت نفسها في حالة بطالة غير محدودة المدة. بعد مرور أكثر من سنتين على ظهور فيروس كورونا وانتشاره في العالم، نعتقد أنه من الضروري الآن دراسة واقع المرأة الجزائرية في ظل أزمة كورونا (كوفيد19)، وعرض تجاربها المختلفة، وأثار أزمة كورونا (كوفيد19) على المستوى الاجتماعي والنفسي، والاقتصادي، والثقافي، وأيضا على المستوى التنظيمي والمهني، وسياسات النظام الجزائري في هذه الأزمة نحو المرأة، وذلك لأجل تحديد التحديات المستقبلية للمرأة الجزائرية في الأزمات التي قد تواجه المجتمع الجزائري. وعليه تأتي إشكالية هذا الملتقى الوطني الأول لقسم الإعلام والاتصال، بجامعة غليزان، وطرح التساؤل التالي: ما هي التجارب التي عايشتها المرأة الجزائرية في أزمة كورنا (كوفيد19)؟ ما واقع إدماج المرأة في صنع القرارات الهادفة لإنهاء جائحة كورونا؟ وهل من فرص لبناء غد أفضل أم أن الأزمة زادت من معاناة المرأة وأخرت عجلة تنمية واقعها في المجتمع الجزائري؟ ما هي إسهامات المرأة الجزائرية في التوعية الصحية لأزمة كورونا؟